كما توقعنا …
«النتن ياهووو» يتراجع ويوقف إجراءاته المتشددة التى توعد بها …
فبعد أن أرغى وأزبد وهدد وتوعد، ها هو يتراجع مستسلما ليوافق على إعادة وفد التفاوض إلى واشنطن
كما أرجأ تعديل القانون الذي كان يستعد لإصداره بخصوص رفع سن الإعفاء التجنيدي للجنود الاحتياط من طائفة الحاردين المتطرفة إرضاء وترضية لهم حسب ما وعد به وزيره المتطرف ( بن غفير ) …
ما الذي جعل «النتن ياهوو» يتراجع هكذا !!؟؟
هناك أسباب عديدة منها الموقف الجديد الذي اتخذته الإدارة الأمريكية والذي تجلى في السماح لأول مرة بتمرير قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بوقف الحرب … ورفض الإدارة الأمريكية القاطع والمتكرر قيام إسرائيل باجتياح رفح ….
منها أيضا الخوف من عدم إمداد إسرائيل بالأسلحة رغم وجود أزمة حادة ونقص شديد يمكن أن يعطل خطة الاجتياح …
أيضا…
اتساع الغضب العالمي ضد إسرائيل وفقدها تعاطف حتى أقرب المقربين إليها وعدم موافقتهم على تنفيذ خطة الاجتياح …
أمريكا والغرب استشعروا خطرا جسيما في حالة ترك إسرائيل تنفذ مخططها … فعملية الاجتياح إن تمت سوف ينتج عنها شلال من الدماء وسقوط العشرات من الأبرياء فضلا عن اتساع دائرة الصراع لتشمل دولا عديدة بالمنطقة …
أمريكا أيضا تعلم أنه فور انتهاء عملية اجتياح رفح ستكون الخطوة التالية حرب شاملة مدمرة ضد لبنان
وهنا ستكون العواقب وخيمة لأنها تمثل الخط الأحمر بالنسبة لإيران …
هناك أيضا عامل مهم من خلال قناعة توصلت إليها إسرائيل ولا تستطيع أن تتجاهلها وهي قوة المقاومة … فبالرغم من مرور ستة أشهر كاملة أعلنت إسرائيل فيها أنها قتلت أكثر من تسعين بالمائة من القيادات الميدانية لحماس – وهذا الرقم تم تكذيبه و نفيه من قبل المخابرات الأمريكية – إلا أنها أيضا أخطأت في تقدير العدد الحقيقي لمقاتلي حماس، الذين أذاقوها الأمرين ومازالوا يسقطون القتلى من جنود وضباط الاحتلال حتى إن إسرائيل فقدت في حربها مع حماس مالم تفقده في حروب أكبر منها ….
إسرائيل أيضا بدات توقن أن القضاء على حماس أمر مستحيل … فحماس ليست مجرد منظمة أو تنظيم .. بل إنها فكرة والفكرة لاتموت ….
أيضا … حرب غزة أسقطت نظرية الأمن و الأمان الذي كانت تعيش فيه دولة إسرائيل فقد أصبح كل من يعيش على أرضهم غير آمن وغير مطمئن …
نقطة أخرى وقناعة توصلت إليها إسرائيل وهي أن موقف مصر والأردن الصلب بخصوص تهجير الفلسطينيين هو موقف لا يقبل المساومة
وستكون عواقبه كارثية وخيمة ….
حماس حققت انتصارات كبرى من خلال هذه الحرب … رغم الدمار الهائل والضحايا ….
فلقد أصبحت دولة الكيان البغيض منبوذة مكروهة من كل دول العالم وظهر الوجه الحقيقي لعنصريتها وهمجيتها وتعطشها للدماء ….
ماذا سيحدث بعد هذا التراجع …؟؟
أعتقد أن الأمور ستتضح أكثر بعد التوصل لاتفاق هدنة على وشك أن يتم التوصل إليه وتكون هناك عملية تبادل للأسرى من الجانبين …
تحية واجبة للمناضلين الأشداء من أبناء غزة العزيزة …
ننتظر ما ستفرزه الأحداث …
(( اللهم نصرك الذي وعدت )) …